الإصحاح الرابع والستون

رأى نوح في تلك الأيام أن الأرض باتت منحدرة ، وأن الدمار بات قريبا ثم إنني رفعت قدمي وذهبت إلى نهاية الأرض إلى مسكن جده الكبير أخنوخ وصرخ نوح بصوت متألم . اسمعني ، اسمعني اسمعني - ثلاث مرات . وقال أخبرني ما هو الإجراء الواقع على الأرض ، لأن الأرض تتألم ، وتهتز بعنف ، من المؤكد أنني سوف أهلك معها بعد هذا كان هناك ارتجاف كبير على الأرض ، وسمع الصوت من السماء ، وخررت أنا على وجهي عندما جاء جدي الكبير اخنوخ ، ووقف إلي جانبي. قال لي : لماذا صرخت لي ببكاء حاد ونحيب ؟ صدر أمر من الرب ضد هؤلاء الذين يسكنون على الأرض ، حتى يجري تدميرهم ، لأنهم عرفوا كل سر من أسرار الملائكة ، وكل ظلم ، والقوة السرية للشياطين ، وكل قوة للذين يقترفون السحر ، وكذلك للذين يصنعون تماثيل مصهورة في الأرض كلها لقد عرفوا كيف أن الفضة يجري إنتاجها من غبار الأرض ، وكيف أنه توجد على الأرض الحبوب المعدنية لأن الرصاص والقصدير لا ينتج من الأرض ، مثل النبع الأولي لإنتاجهم هناك ملاك واقف عليها ، ويكافح ذلك الملاك حتى ينتصر ويسيطر. بعد ذلك امسكني جدي العظيم أخنوخ بيده ورفعني إلى الأعلى ، وقال لي اذهب ، لأنني سألت رب الأرواح فيما يتعلق بارتجاف الأرض هذا ، فأجاب إن ذلك بسبب فجورهم وقد جرى تنفيذ الأحكام القضائية المهلكة التي لا تحصى أمامي. وفيما يتعلق بالأقمار ، لقد سألوا ، وقد عرفوا بأن الأرض سوف تهلك مع الذين يسكنون عليها ، والى هؤلاء لن يكون هناك مكان للالتجاء إليه إلى الأبد لقد كشفوا الأسرار ، وهؤلاء هم الذين حكم عليهم ، لكن لست أنت يا بني، رب الأرواح يعرف انك نقي وجيد ومتحرر من ملامة كشف الأسرار والذي هو الواحد المقدس سوف يثبت اسمك في وسط القديسين ، وسوف يحفظك من الذين يسكنون على الأرض ، هو سيقيم ذريتك في الصلاح والاستقامة مع حكم ومجد عظيم ، ومن ذريتك سوف ينبع صالحون مستقيمون مع رجال مقدسين من دون عدد إلى الأبد.