الانجيل الاول للنصرانية الاولي ( الاصحاح السابع)

أصغوا إلي لقد أبعدت مع المرضي ولقد تعودت علي السياط ولقد هجرني الجميع في محنتي وخارت قوايا لان قروحي تتفتح بالآلام المبرحة ومن المستحيل البقاء مع الإمراض التي لا شفاء لها وان قلبي ينوح وهو في داخلي كما هو الحال مع أولئك الذين يذهبون إلي الجحيم وروحي مسجونة مع ألموتي لان حياتي وصلت إلي الجحيم وروحي تذوي في داخلي ليلا ونهارا دون راحة إن جروحي تفتحت كالنار الملتهبة التي ترزخ في عظامي والتي يفترسني لهيبها طيلة الأيام وتتلاشي قوتي يوما بعد يوم وتتلف لحمي في جميع الفصول والآلام تتجه مندفعة نحوي وروحي في داخلي تذبل حتى الموت ولقد خارت قوايا في جسمي وقلبي ينساب كالماء وذاب لحمي كالشمع وتحولت قوة جوارحي إلي خوف إن ذراعي قد خلع من أصوله فلا استطيع إن ارفع يدي مجددا وقدماي مكبلين بالقيود والأصفاد وركبتاي تنزلقان كالماء فلم اعد أحسن المشي ولا استطيع إن أخطو إلي الإمام بخفة لان رجلاي وذراعاي مربوطة بالقيود التي تسبب سقوطي وتعثري إن لساني قد خانني وهو الذي صنعته أنت ليكون قويا وفاعلا داخل فمي فهو لا يستطيع أن يصدر أي صوت لم يعد لي ما أقوله لتلاميذي لأنعش روح أولئك الذين تعثروا وسقطوا ولأتفوه بكلمات العزاء والدعم لأولئك المرهقين أن شفتي المختونتين بكماوتان لان سكرات الموت تحيط بي والجحيم علي سريري وان أريكتي تنوح علي ويئن فراشي وينوح عيناي حمرواتان كنار الفرن ودموعي مثل انهار الماء وغدت عيناي لا تبصران من شدة الانتظار لان خلاصي قد أصبح بعيدا عني وحياتي انفصلت عني ولكن انتبهوا من حالة اليأس إلي حالة الدمار ومن حالة الألم إلي حالة الآلام المبرحة ومن الآلام المخاض إلي سكرات الموت أن روحي دائمة التأمل في أعمالك الرائعة وبرحمتك لم تلق بي جانبا وتبتهج روحي فصلا بعد فصل بوافر رحمتك سارد علي من يهزأ بي ولسوف أوبخ واعنف ظالمي ولسوف أعلن إن حكمه غير عادل وأعلن أن حكمك هو الحق والعدل لأنني اهتدي بصدقك واختار حكمك علي وابتهج بما يصيبني من سياط لأني أمل بلطفك وكرمك انك انت الذي وضعت الابتهال في فم عبدك وأنت لم تعدد حياتي ولم ترفض سلمي ولم تخيب رجائي ولكنك ثبت روحي في وجه السياط لان كانت الذي أوجدت روحي وأنت الذي تعلم نيتي وفي كربي
أنت الذي تواسيني إنني ابتهج بالمغفرة ولقد تجاوزت عن الإساءات السالفة لأنني اعلم أن هنالك أملا في نعمتك ورجاء في جبروتك لان ما من عدل إنسان يمكن أن يجازي عدلك أو حقا بعد حكمك مع أن إنسان اعدل من أخر وشخص أعقل من شخص أخر وإنسانا أكثر مجدا من شخص أخر مصنوع من طين فليس هنالك أي قوة تقارن مع قدرتك ولا حدود لعظمتك ولا قياس لحكمتك ولا لصدقك وكل من يهجره