الإصحاح الثامن

Admin المساهمات : 160 تاريخ التسجيل : 26/09/2016

وكَانَ في الليلةِ التي وُلد فيها إبرآم أن كُلّ خدم تَارَحَ وكُلّ رجال نِمْرُودَ الحكماء وسحرته أتوا وأَكلوا وشَربوا في بيتِ تَارَحَ وفَرحوا مَعه فى تلك الليلةِ وعندما خرج كُلّ البشر الحكماء والسحرة مِنْ بيتِ تَارَحَ رَفعوا أعينَهم نحو السماءِ فى لينَظْروا إلى النجومَ، فرَأوا ونظروا نجمَا كبيراَ جداً أتى مِنْ الشرقِ وجَرى في السماواتِ، وابتلعَ أربع نجومِ مِنْ أقاصي السماواتِ الأربعة وتعجب كُلّ رجال الملك الحكماء وسحرته من المنظرِ، وفَهم الحكماء هذا الموضوعِ وعَرفوا معناه وقال كُلّ منهم للآخر، هذا يَدْلُّ على إن الطفلِ الذي ولدَ لتَارَحَ هذه الليلة، سَيَكْبرُ ويَكُونُ مثمر، ويَتكاثرُ ويَمتلكُ كُلّ الأرض هو وأبناءه إلى الأبد وهو ونسله سَيذْبحُون ملوكَ عظام وسيرثون أراضهم وذهب الرجال الحكماء والسحرة لبيوتهم تلك الليلةِ، ونهض كُلّ هؤلاء الرجالِ الحكماءِ والسحرة في الصباحِ مبكراً، وتَجمّعوا في بيتِ معيَّنِ وتَكلّموا وقالوا كُلّ منهم للآخر المشهدَ الذي رَأينَا ليلة أمس مخفي عنْ الملكِ، ولَمْ يُعلَنْ له ويَجِبُ أَنْ يكون هذا الأمر معروفاً للملكِ في الأيامِ الأخيرةِ وسَيَقُولُ لنا لماذا أخفيتم هذا الأمر عنّي وبعد ذلك سَنَقاسي جميعاً الموت لذا، فلنَذْهبُ الآن ونُخبرُ الملكَ بالمشهدَ الذي رَأينَا وتفسير ذلك ونحن سَنَكون حينئذ واضحينَ وفعلوا ذلك وذَهبوا جميعاً إلى الملكِ وانحنوا له على الأرض و قالوا فليحيا الملك فليحيا الملكُ سَمعنَا بأنّ إبن قد ولدَ لتَارَحَ إبن ناحور أمير قواتك ونحن ذهبنا ليلة البارحة إلى بيته وأَكلنَا وشَربنَا وفَرحنَا مَعه فى تلك الليلةِ وعندما خرج خدامك مِنْ بيتِ ناحور للذِهاب إلى بيوتِنا ليبيتوا هناك الليل رَفعنَا عيونَنا إلى السماءِ ورَأينَا نجماً عظيماً يَأْتي مِنْ الشرقِ ونفس النجمِ جَرى بسرعةِ عظيمةِ، وأبتلع أربعة نجومِ عظيمةِ مِنْ أطرافِ السماواتِ الأربعة وتعجب خدامك من المشهدِ الذي رَأينَاه، وفزعَنا كثيراً وحكمَنا على المشهدِ، وعَرفَنا بحكمتِنا، التفسير المناسب لذلك بِأَنَّ هذا الشيءِ يَنطبقُ على الطفلِ الذي ولدُ لتَارَحَ الذي سَيَكْبرُ ويَتكاثرُ كثيراً ويُصبحُ قوي ويَقْتلُ جميع ملوك الأرضِ ويَرِثُ كل أراضيهم هو ونسله إلى الأبد وها نحن يا سيدنا وملكنا قد أحطنَاك علماً بما رَأينَا حقاً فيما يتَعَلُّق بهذا الطفلِ إن حسن في عيني الملكِ مَنْح أبّيه قيمةِ هذا الطفلِ ونحن سَنَذْبحُه قبل أن يَكْبرُ ويَزِدادُ في الأرضِ ويزداد شره ضدّنا كي لا نموت نحن وأطفالنا من خلال شرِّه وسَمعَ الملكَ لكلامهم وبَدا جيد في عينه، وأرسلَ ودَعا تَارَحَ وأتى تَارَحَ أمام الملكِ وقالَ الملكَ لتَارَحَ لقد أُخبرتُ بأنّ إبن وُلد لك ليلةَ البارحة وبعد أن لوحظ هذا الأمر في السماواتِ عند ولادتِه. ولهذا أعطني الطفلَ الآن كي نَذْبحُه قَبْلَ أَنْ يَطْلعُ شرَّه ضدّنا، وأنا سَأَعطيك بقيمتِه ملئ بيتك فضةِ وذهبِ وأجابَ تَارَحَ الملك وقالَ له سيدي وملكي لقد سَمعتُ كلماتَك وخادمك سَيَعمَلُ كُلّ ما يشتهيه ملكه لكني سَأُخبرُك يا سيدي وملكَي بما حَدث لي ليلة البارحة، كي أَرى أي مشورةَ سَيَعطيها الملكَ لخادمَه وحينئذ سَأُجيبُ الملكَ على ما تَكلّم به وقالَ الملك تكلّمُ وقالَ تَارَحَ للملكِ أيون إبن مارود أتى لي ليلة البارحة قائلاً أعطِني الحصانِ العظيمِ الجميلِ الذي أعطاه الملكِ لك وأنا سَأَعطيك فضةَ وذهبَ وقصبة وعلف بقيمتِه فقُلتُ له، أنتظر حتى أَرى رأي الملكَ فيما يَتعلّقُ بكلماتك وأي ما يقوله الملك فأنا سأفعْله والآن يا سيدي وملكي ها أنا أعلنتُ هذا الشيءِ لك والمشورة التى سيُعطيها ملكي لخادمِه، سَأَتْبعها وسَمعَ الملكَ كلماتَ تَارَحَ، واشتعل غضبه وأعتبره أحمق وأجابَ الملكَ تَارَحَ وقالَ له هل أنت سخيف جداً أو جاهل أَو قليل الفَهْم لتعمَلُ هذا الشيءِ لإعْطاء حصانك الجميل مقابل فضةِ وذهبِ أَو حتى لقش وعلفِ هل ينقصك الفضةِ والذهبِ كي تَفعلُ هذا الشيءِ لأنك ليس بإمكانك أن تَنَالَ القش والعلفَ لتَغذّي حصانِك وما هي الفضة والذهب إليك، أَو القش والعلف حتي تُعطي ذلك الحصانِ الجميل الذي أَعطيته لك، الذي له نظير على كل الأرض وتوقف الملك عن الكَلام وأجابَ تَارَحَ الملك قائلاً بمثل هذا تَكلّمَ الملكِ مع خادمِه أتوسّلُ إليك يا سيدي وملكي الذي قلته ليّ قائلاً أعطنِي أبنك كي نَذْبحُه وسَأَعطيك فضةَ وذهبَ مُقابله ماذا أفعْلُ بالفضةِ والذهبِ بعد موتِ أبني مَنْ يَرِثُني بالتأكيد عند موتِي، سترجع الفضة والذهب إلى ملكِي الذي أعطاَها وعندما سَمعَ الملكَ كلماتَ تَارَحَ والمثل الذي قصد به الملكِ أحَزنَه كثيراً وأُغتاظَ بهذا الشيءِ واندلع غضبه داخله ورَأى تَارَحَ بأنّ غضبَ الملكِ قد اشتعل ضدّه فأجابَ الملكَ قائلاً إن كلّ ما عِنْدي في سلطة الملكَ كل ما يشتهيه الملك ليفعله بخادمِه فليفعله نعم حتى إبني فهو في سلطة الملكَ بدون مُقابل هو وأخويه الأكبر منه سنّاً وقالَ الملكَ لتَارَحَ كلا لَكنِّي سَأَشتري أبنك الصغير بثمن وأجابَ تَارَحَ الملك قائلاً أَتوسّلُ إليك يا سيدي وملكَي ان تدع خادمِك يَتكلّمُ كلمة أمامك وليسمع الملكَ كلمةَ خادمِه وقالَ تَارَحَ فليعطني ملكَي مهلة ثلاث أيامِ حتى أُتدبر هذه المسألةِ مع نفسي وأتشاور مَع عائلتِي بما يتعلّقُ بكلماتِ ملكِي وألح كثيراً على الملكَ كي يوَافَقَ على ذلك وأصغىَ الملك لتَارَحَ وفعَلَ ذلك وأعطاَه مهلة ثلاثة أيامِ وخَرجَ تَارَحَ مِنْ حضرِة الملكَ ورَجعَ للبيت لعائلتِه وتَكلّمَ معهم بكُلّ كلمات الملكِ وكان الناس خائفون جداً وفي اليومِ الثالثِ أرسلَ الملكَ إلى تَارَحَ ، قائلاً، أرسلُ لي أبنك الأصغر بثمن كما تَكلّمتُ معك ولابد أن تَفعلُ هذا وإلا سآتي وأَذْبحُكم جميعاً في بيتِك حتي إنك لن يكون لك ولا حتي كلبِ تستبقيه وأسرع تَارَحَ لكون الأمر كَانَ متعجلَ مِنْ الملكِ وأَخذَ طفل مِنْ أحد خدامِه كانت خادمته قد ولدتُه له فى ذلك اليومِ وأحضر تَارَحَ الطفل إلى الملكِ وتسلمَ قيمتهً وكَانَ الرب مَع تَارَحَ في هذا الأمر، وأن لا يكون نِمْرُودَ سبّبَ موتَ إبرآم وأَخذَ الملكَ الطفلَ مِنْ تَارَحَ وقطع رأسه بكُلّ قوّة ظاناً أنّه إبرآم وهذا أخفىَ عنه مِنْ ذلك اليومِ ونُسِى مِن قِبل الملكِ بينما كَانَت هذه إرادة العناية الإلهيّة‏ أَنْ لا يعاني إبرآم الموت وأَخذَ تَارَحَ إبرآم أبنه سرَّاً مَع أمِّه وخادمته وأخفاَهم في كهف وجَلبَ لهم معيشتهم شهرياً وكَانَ الرب مَع إبرآم في الكهفِ وكَبرَ، وكَانَ إبرآم في الكهفِ عشْرة سَنَواتِ وظن الملك وأمرائه وعرّافيه وحكمائه بأن الملك قَتلَ إبرآم